في حوار حصري مع دبي جلوبال نيوز
أتيحت لنا الفرصة مؤخرًا لإجراء مقابلة مع تينو سينونر، وهو رائد أعمال ومؤسس شركة Dynaskills GmbH يتمتع بخبرة تزيد عن عقد من الزمان في مجالات الذكاء الاصطناعي وسوق العمل والتكنولوجيا. استطاع من خلال هذه الخبرة، إنشاء موقع إلكتروني يهدف إلى تحسين مستقبل سوق العمل والابتكار وزيادة الإنتاجية، كما تتيح هذه المنصة فرصة تواصل بين الأفراد والمشغلين المفترضين والرواد في شتى التخصصات. مما يساعدهم على تطوير وتنمية قدراتهم في مجال فرص عملهم. ومع ذلك، فإن مهاراته ومعرفته في الذكاء الاصطناعي تساهم في الاعمال الرامية الى توسيع أرباحها باستعمال التقنيات المتقدمة .
خلال هذه المقابلة الشاملة،عبر لنا تينو سينونر عن إلهامه في مجال الذكاء الاصطناعي، وعن أكبر التحديات التي واجهها، ومبادئ القيادة التي يتبعها وأهدافه المستقبلية.
كيف جاءت فكرة انشاءDynaskills GmbH ؟
جاءت فكرة إنشاء Dynaskills GmbH نتيجة عدد كبير من التجارب الشخصية والشغف بالتكنولوجيا والاهتمام بمستقبل سوق العمل. لاحظت وجود فجوة كبيرة في كيفية تواصل الناس مع فرص العمل، وخاصة في السوق الرقمي. ومع ذلك، فإن أساليب التوظيف التقليدية أصبحت قديمة، ويجد الباحثون عن عمل صعوبة في التعامل مع أنظمة لا تلبي احتياجاتهم.
عندها أدركت أن الذكاء الاصطناعي يغير العملية بالكامل. فالذكاء الاصطناعي لا يجعل عملية التوظيف أكثر سهولة فقط، بل يساعد أيضًا في مطابقة المرشح المناسب مع الوظيفة المناسبة بكفاءة. لذا، أردت إنشاء منصة يستفيد منها كل من أصحاب العمل والباحثين عن العمل.
كيف تواكب النمو السريع لعالم الذكاء الصناعي، وكيف يؤثر ذلك على مسار شركتك؟
مع النمو السريع للذكاء الاصطناعي، علينا مواكبة التحديثات. بالنسبة لي، الأمر لا يقتصر على قراءة آخر المستجدات فقط، بل يتعلق بالتفاعل النشط مع المجتمع والانغماس في التعلم المستمر. أحضر مؤتمرات وندوات وورش عمل حديثة للتواصل مع محترفي المجال.
كما أقرأ أوراقًا بحثية وأتابع رواد الصناعة وأستمع إلى البودكاست للحصول على فهم عميق. هذا التأثير ينعكس مباشرةً على اتجاه شركتنا، حيث بدأنا باستخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل مهارات وخبرات الباحثين عن عمل. وكلما تعلمنا المزيد عن قدرات الذكاء الاصطناعي، كلما زادت قدرتنا على تحسين أنظمتنا واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.
هل يمكنك شرح كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل سوق العمل؟
للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على مستقبل سوق العمل من خلال تحسين عملية التوظيف. في الماضي، كانت قرارات التوظيف تعتمد على السيرة الذاتية وخطاب التعريفي مما قد لا يعكس الإمكانيات الحقيقية للمرشح.
لكن الذكاء الاصطناعي يزيل هذه الذاتية من خلال استخدام خوارزميات تعتمد على البيانات لتحليل مؤهلات وخبرات المرشحين. هذا يؤدي إلى عملية توظيف أكثر دقة و قرارات مبنية على معلومات موثوقة. بالإضافة إلى ذلك، يخلق الذكاء الاصطناعي أدوارًا جديدة مثل التعلم الآلي وعلوم البيانات أدبيات الذكاء الاصطناعي. كما أنه يساعد في إنجاز المهام المختلفة بطريقة الية في ثوان.
ما هو أكبر تحدٍ يمكن أن يواجهه رواد الأعمال في صناعة الذكاء الاصطناعي؟
مع تطور صناعة الذكاء الاصطناعي، أصبحت التحديات أكبر لرواد الأعمال. من أكبر هذه التحديات جعل التكنولوجيا متاحة ومفهومة للشركات التي لا تمتلك خلفية تقنية قوية.
كذلك، الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا معقدة، خاصة للشركات الناشئة والصغيرة التي لا تمتلك موارد كبيرة كتلك التي تتوفر عليها عمالقة التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات أخلاقية تتعلق بالذكاء الاصطناعي، مثل خصوصية البيانات والتحيز والمساءلة. لذا يجب على رواد الأعمال التعامل مع هذه القضايا بحذر لبناء الثقة مع المستخدمين وضمان امتثال منتجاتهم لقوانين العمل.
ما القواعد القيادية التي تعتمدها لضمان بقاء شركتكم مبتكرة؟
القيادة ليست مجرد إدارة الفريق، بل هي خلق بيئة يمكن أن تزدهر فيها الابتكارات. أؤمن بالتعاون الجماعي، حيث يمكن للجميع مشاركة الأفكار والتخمينات والتحديات والمخاطر، لذا، من المهم توفير الأدوات والموارد اللازمة لدعم الموظفين لتحقيق النجاح.
اضافة الى ذلك، أومن بالقيادة ، ومنفتح باستمرار على التعليقات واسعى لتعديل مقاربتي عند الضرورة، خلق ثقافة تعتمد على الملاحظات والتعليقات يساعدنا على البقاء على المسار الصحيح ومواكبة التطورات، خصوصًا في السوق السريع اليوم. الابتكار يتعلق بالإبداع وتعزيز التفكير المستمر لتحسين ودفع الحدود.
هل يمكنك أن تحدثنا عن مشروعك الحديث والذي له أثر كبير على عملك؟
أحد المشاريع الأكثر تأثيرًا هو شراكتنا الأخيرة مع مجموعات ممثلة تمثيلاً ضعيفًا، مثل اللاجئين، لتوظيف الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل.
باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أنشأنا منصة تمكن الأفراد من التواصل مع فرص عمل تتوافق مع مهاراتهم واحتياجاتهم.
كان لهذا المشروع تأثير كبير على شركتنا، حيث وسّعنا نطاقنا و فهمنا لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي للتغيير الاجتماعي. أيضًا، نجاح المشروع عزز إيماننا بقدرة الذكاء الاصطناعي على حل مشكلات حقيقية. فهو لا يساعد فقط في نجاح الأعمال، بل يسهم أيضًا في إحداث تغيير إيجابي في حياة الناس. كما أنه يعزز موقعنا كرواد في الذكاء الاصطناعي المعرفي.
ما النصيحة التي تقدمها لرواد الأعمال الذين يرغبون في الانضمام إلى صناعة الذكاء الاصطناعي اليوم؟
الذكاء الاصطناعي مجال مثير ولكن مليء بالتحديات. نصيحتي لرواد الأعمال الجدد هي التركيز على حل المشكلات الواقعية. من السهل الانجراف مع حماس التكنولوجيا، ولكن القدرة الحقيقية تكمن في معالجة القضايا العملية. يمكنك البدء بتحديد مشكلة معينة ثم التفكير في كيفية حلها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
كذلك، بناء شبكة قوية من الخبراء للتعلم وتبني التقنيات الجديدة أمر ضروري. أحط نفسك بأشخاص ذوي خبرة واسعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. تعلم منهم، واطلب النصيحة، واطرح الأسئلة.
وأخيرًا، بناء شركة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد يكون تحديًا ويحتاج إلى وقت. لذا، التزم بأهدافك.
عن الكاتب
تينو سينونر هو رائد أعمال وخبير في الذكاء الاصطناعي وسوق العمل والتكنولوجيا. بصفته مؤسس شركة Dynaskills GmbH كرًس رؤيته لتحسين سوق العمل باستخدام التكنولوجيا المتقدمة. كما أن عمله كان له دور كبير في إنشاء منصات تساعد الباحثين عن عمل على ربط الاتصال بفرص العمل المناسبة والتي تفيد في أن واحد رب العمل والموظف،
لعب تينو سينونر دورًا حيويًا في ابتكار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تدريب القوى العاملة، لا سيما للمجتمعات الممثلة تمثيلاً ناقصا مثل اللاجئين. ومع تركيزه الدائم على الابتكار والتجديد، استطاع أن يعيد تشكيل مستقبل العمل، مؤكدا بأن استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط لنمو الأعمال ولكن أيضًا لتحقيق المصلحة الاجتماعية ، لذلك تعتبر مساهمته في صناعة الذكاء الاصطناعي الالتزام بمعالجة النقص العالمي في المهارات تجعله شخصية رئيسية في مستقبل العمل.