أم القيوين، الإمارات العربية المتحدة – في احتفالية ملهمة بمناسبة “يوم الأرض 2025″، نجحت مجموعة عمل الإمارات للبيئة، بتعاون استراتيجي وثيق مع بلدية أم القيوين، في تنفيذ نسخة مميزة من برنامجها الوطني لزراعة الأشجار “من أجل إماراتنا نزرع”، حيث أقامت فعالية لغرس أشجار المنغروف على شاطئ المانغروف في أم القيوين، والذي يعتبر موقعاً مثالياً لمبادرة فعّالة تُركز على استعادة الطبيعة وتعزيز الوعي البيئي.
رحبت السيدة حبيبة المرعشي، العضو المؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، في كلمة لها بالحضور حيث أعربت عن امتنان المجموعة وفخرها بمواصلة شراكتها المؤثرة مع بلدية أم القيوين، مؤكدةً على أهمية احتفال هذا العام بيوم الأرض. وأشارت إلى أن هذا الحدث يبني على الزخم القوي الذي أحدثته الحملة الوطنية الإماراتية “ازرع الإمارات” – وهي مبادرةٌ قويةٌ تعزز الوعي البيئي والمشاركة المجتمعية وجهود التحريج الحضري في جميع إمارات الدولة.
كما سلّطت الضوء على الدور المحوري لمجموعة عمل الإمارات للبيئة في دفع جهود التخضير الوطنية، حيث سهّلت زراعة أكثر من مليوني شجرة محلية معمرة في جميع أنحاء الإمارات والمنطقة على مدى العقدين الماضيين.

وقالت: “مع إضافة 1,200 شتلة من أشجار المانغروف المزروعة حديثًا اليوم، وصل إجمالي عدد الأشجار المحلية المزروعة في إطار برامجنا المستمر منذ 2007 إلى 2,147,367، ما يمثل إنجازًا بيئيًا هامًا ومصدرًا للفخر الوطني. إن جهود زراعة الأشجار المحلية المعمرة هذه ليست رمزية فحسب؛ بل لها آثار قابلة للقياس ودائمة، فمنذ انطلاقها ساهمت مبادرات التحريج الحضري التي أطلقناها في إزالة أكثر من 186,213 طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي – وهي خطوة ملموسة إلى الأمام في معالجة أزمة المناخ والتوافق مع المبادرة الاستراتيجية الوطنية للحياد المناخي 2050.
وأضافت: “إن التركيز على زراعة أشجار المانغروف يأتي في الوقت المناسب وفي غاية الأهمية حيث تُعد أشجار المانغروف من بين أكثر الحلول الطبيعية فعالية في مكافحة تغير المناخ، فهي قادرة على امتصاص ما يصل إلى أربعة أضعاف ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالغابات الأرضية، وإلى جانب قدرتها الفائقة على عزل الكربون، تعمل أشجار المانغروف كحماة أساسية للمناطق الساحلية، حيث تحمي الشواطئ من التآكل، وتصفي الملوثات من الماء، وتوفر ملاذًا لمجموعة واسعة من التنوع البيولوجي البحري.
ومن خلال زراعة أشجار المانغروف، تعمل مجموعة عمل الإمارات للبيئة وشركاؤها على تعزيز المرونة الطبيعية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتحصين النظم البيئية الحيوية التي تدعم الحياة فوق الماء وتحته”.
وأشارت إلى أن مبادرتنا هذه للإحتفال بيوم الأرض ليست عملاً معزولاً، بل هي جزء من فسيفساء أكبر من التقدم البيئي في الدولة، وهي تساهم بشكل مباشر في العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأبرزها: الهدف# 13 – العمل المناخي، والهدف# 14 – الحياة تحت الماء، والهدف# 15 – الحياة على البر، والهدف# 17 – الشراكات لتحقيق الأهداف، مشددة على أنها مثال ساطع على كيف يمكن للجهود التعاونية والنشاطات التشاركية بين الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والكيانات الخاصة والمؤسسات الاكاديمية والأفراد أن تنتج تأثيرًا دائمًا وقابلًا للقياس لكل من الناس والكوكب.
في إطار تأملها في الأهمية الأوسع للمبادرة، أشارت المجموعة إلى أن هذا الحدث يُعزز حيوية ورؤية عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وينتقل بسلاسة إلى شعار عام 2025 الوطني – عام المجتمع، حيث يدعو شعار هذا العام جميع قطاعات المجتمع إلى العمل الجماعي وتعزيز النمو الشامل وتحمل المسؤولية المشتركة عن سلامة بيئتنا والأجيال القادمة. تُجسد زراعة أشجار المانغروف اليوم هذه الروح، مُمثلةً ما يُمكن تحقيقه عندما تُبنى شراكات هادفة تُراعي البيئة.
وتقدمت مجموعة عمل الإمارات للبيئة بخالص تقديرها لبلدية أم القيوين على دعمها وشراكتها القيّمة في استضافة هذا الحدث وتوفير متطلباته. كما شكرت شركائها والمتطوعين الكثَر الذين ساهموا بأعداد كبيرة في هذا النشاط البيئي المجتمعي المهم. وكان تفانيهم وطاقتهم محوريًا في نجاح هذا اليوم. مع غرس الشتلات في تربة شاطئ المانغروف الخصبة، فقد مثلت رمزًا للأمل والمرونة ووعدًا جماعيًا بغدٍ أفضل. كل شجرة مزروعة قادرة على عكس الآثار الضارة لتغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي وإنشاء أنظمة بيئية صحية تدعم الحياة بجميع أشكالها.
وفي الختام، جددت مجموعة عمل الإمارات للبيئة دعوتها لجميع افراد المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة للقيام بدور فاعل في حماية البيئة. سواء من خلال غرس الأشجار المحلية أو تقليل البصمة الكربونية أو المشاركة في برامج الاستدامة أو حتى نشر الوعي، مشددة على أن كل مساهمة تُحدث فرقًا.
مجموعة عمل الإمارات للبيئة هي مجموعة عمل مهنية ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، تأسست في عام 1991 وهي مكرسة لحماية البيئة من خلال وسائل التعليم وبرامج العمل ومشاركة المجتمع. يتم تشجيع ودعم المجموعة بنشاط من قبل الهيئات الحكومية المحلية والاتحادية المعنية. وهي أول منظمة بيئية غير حكومية في العالم الحاصلة على شهادة ISO 14001 والوحيدة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة المعتمدة من قبل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) . هي أيضاً عضو في الميثاق العالمي للأمم ومجلس التنمية الحضرية العالمية (GUD) وتحالف المستثمرين العالميين للتنمية المستدامة (GISD) وشبكة كوكب واحد في إطار برنامج النظم الغذائية المستدامة (SFS) والشراكة العالمية المعنية بالقمامة البحرية (GPML) ومنظمة التغليف العالمية (WPO) بصفة “عضوية كاملة مع صلاحيات التصويت”.